معنى قوله تعالى (جاء ربك والملك صفا صفا )
الإمام
احمد في قوله تعالى (جاء ربك والملك صفا صفا ) أي جاء اثر من أثار قدرة الله اى
امر الله وليس معناها قدوم المخلوق
أليس
هو القائل (تأتي البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان أو فرقان من طير صاف. اى ثوابهما
روى البخاري
ومسلم في الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله
وسلم قال" لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها
قدمه فينزوي بعضها إلى بعض فتمتلئ " =اى آخر فوج يقدمه الله للنار=
قال
الحافظ ابنُ الجوزي رحمه الله في "دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه"
"الواجب علينا أن نعتقد أن ذات الله تعالى لا تتبعض ولا يحويها مكان ولا توصف
بالتغير ولا بالانتقال-
قال ابن
عقيل : " تعالى الله أن يكون له صفة تشغل الأمكنة و ليس الحق تعالى بذي أجزاء
و أبعاض فيعالج بها , ثم أنه أليس يعمل في النار أمره و تكوينه حتى يستعين بشيء من
ذاته و يعالجها بصفة من صفاته و هو القائل " كوني برداً و سلاماً " فما
أسخف هذا الاعتقاد و أبعده عن مكون الأملاك و الأفلاك . و قد صرح بتكذيبهم فقال
تعالى : " لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها " فكيف يظن بالخالق أن يردها
تعالى الله عن تجاهل المجسمة "
وقد
حكى أبو عبيد الهروي عن الحسن البصري أنه قال: القدم هم الذين قدمهم الله تعالى من
شرار خلقه وأثبتهم لها. وقال الإمام ابن الأعرابي: القدم المتقدم. وروى أبو بكر
البيهقي عن النضر بن شميل أنه قال: القدم ههنا الكفار الذين سبق في علم الله أنهم
من أهل النار.
وقال
أبو منصور الأزهري: القدم هم الذين قدم الله بتخليدهم في النار. فعلى هذا يكون في
المعنى وجهين أحدهما: كل شيء قدمه، يقال لما قدم: قدم ولما هدم هدم ويؤيد هذا قوله
في تمام الحديث "وأما الجنة فينشئ لها خلقا". ووجه ثان: إن كل قادم
عليها سمي قادما فالقدم جمع قادم، فبعض الرواة رواه بما يظنه المعنى من أن المقدم
الرجل. وقد رواه الطبراني من طرق فقال: "لقدمه ورجله"قلت: وهذا دليل على
تغير الرواة بما يظنونه. على أن الرجل في اللغة: جماعة. ومن يرويه بلفظ الرجل فإنه
يقول: رجل من جراد فيكون المراد يدخلها جماعة يشبهون في كثرتهم الجراد فيسرعون
التهافت فيها
معنى قوله تعالى (جاء ربك والملك صفا صفا )
Reviewed by حسام الدين محيسن
on
8:08 ص
Rating:
ليست هناك تعليقات: