أخر الاخبار

recent

توحيد الله عز وجل والأدلة الشرعية على تنزيه عن الجهة والمكان وصفات المخلوقين




اعلم أخي المسلم أن الله تعالى كان بلا مكان خلق المكان والأشياء وبعد خلق المكان والأشياء ما زال بلا مكان لم يتغير عمّا كان إنما التغير من صفات المخلوقين ومن شبَّه الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر.
قال تعالى: ليس كمثلِه شىء،وقال تعالى: فلا تضربوا لله الأمثال،وقال تعالى: وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَد.
وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام "كان الله ولم يكن شئ غيره"
قال الحافظ البيهقي الشافعي الأشعري ما نصه "استدل بعض أصحابنا في نفي المكان عن الله ـ بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنت الظاهر فليس فوقك شىء وأنت الباطن فليس دونك شىء"وإذا لم يكن فوقه شىء ولا دونه شىء لم يكن في مكان" اهـ كلام البيهقي.
قال الإمام الطبري في تفسير (فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأمْثَالَيقول: فلا تمثلوا لِلهِ الأمثال ولا تشبِّهوا له الأشباه فإنه لا مِثْل له ولا شبيه.اهـ
قال الإمام أحمد بن حنبل مهما تصورت ببالك فهو هالك فالله لا يشبه ذلك* اخذها من قوله تعالى ليس كمثله شَيْءٌ  
وقد جمع الشافعي رضي الله عنه جميع ما قيل في التوحيد بقوله "من انتهض لمعرفة مُدبره فانتهى إلى موجود ينتهي إليه فكره فهو مُشبّه وإن اطمأن إلى العدم الصرفي فهو مُعطّل وإن اطمأن لموجود واعترف بالعجز عن إدراكه فهو موحد"
يقول أبو بكر الصديق رضي الله عنه : "العجز عن إدراكه إدراك والتفكر في ذاته إشراك" فيستحيل على العقل إدراك كنه ذات الله
يقول الامام العز بن عبد السلام في كتابه حل الرموز: "ثم اعلم أرشدك الله أن الله لا يوصف في شيء بحلول ولا نزول ولا اتصال ولا انفصال ولا مجانسة ولا ملامسة فاحذر أن تتلجلج في فهمك أو وهمك بشيء من ذلك فتهوي في المهالك والله تعالى بخلاف ذلك وأين الحادث الفاني من القديم الباقي وأين العبد الذليل من المولى الجليل فإن فهمت من قوله سبحانه " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب" ومن قوله تعالى –في الحديث القدسي- من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا ومن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا ومن تقرب يمشي أتيته هرولة  فهذا وأشباهه إن خطر ببالك أو تصورت في خيالك أن ذلك قرب مسافة أو مشي بجارحة أو نزول انتقال فأنت لا شك هالك فإن الله بخلاف ذلك جَلَّ وتنزه عن السلوك في المسالك وإنما معنى قربه منك وقربك منه أنك تتقرب اليه بالخدمة وهو يتقرب منك بالرحمة أنت تتقرب منه بالسجود وهو يتقرب منك بالجود أنت تتقرب منه بالطاعة وهو يتقرب منك بالتوفيق والاستطاعة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مُخبراً عن ربه جل جلاله أنه قال أفضل ما يتقرب به عبدي الي أداء ما افترضته عليه .

قال الحافظ ابن حبان السلفي في صحيحـه عند ذكره حديث النزول {صفات الله جل وعلا لا تُكيف ولا تُقاس إلى صفات المخلوقين  فكما أن الله جل وعلا متكلم من غير آلة بأسنان ولهوات ولسان وشفة كالمخلوقين جلَّ ربنا وتعالى عن مثل هذا وأشباهه ولم يجز أن يقاس كلامه إلى كلامنا لأن كلام المخلوقين لا يوجد إلا بآلات والله جل وعلا يتكلم كما شاء بلا آلة كذلك ينزل بلا آلة ولا تحرك ولا انتقال من مكان إلى مكان وكذلك السمع والبصر فكما لم يجز أن يقال : الله يبصر كبصرنا بالأشفار والحدق والبياض بل يبصر كيف يشاء بلا آلة ويسمع من غير أذنين وسماخين والتواء وغضاريف فيها بل يسمع كيف يشاء بلا آلة  وكذلك ينزل كيف يشاء بلا آلة من غير أن يقاس نزوله إلى نزول المخلوقين كما يكيف نزولهم جلَّ ربنا وتقدس من أن تشبه صفاته بشيء من صفات المخلوقين } اهـ
اليد صفة لله غير جارحة وكل صفات الله بلا كيف ولا تمثيل ولا تعطيل ، الجارحة أي المخلوقة لها شكل وحجم ووزن وحد، كل صفات الله ازلية ثابتة لله تعالى غير جارحة.
معنى قوله تعالى "وإلى ربك المنتهى" : إليه ينتهي فكر من تفكر

الإمام المُفسِّر محمَّد بن أحمد الأنصاري القرطبي المالكي (ت 671 هـ) قال في تفسيره ما نصه "والله جل ثناؤه لا يوصف بالتحول من مكان إلى مكان وأنى له التحول والانتقال ولا مكان له ولا أوان ولا يجري عليه وقت ولا زمان لأن في جريان الوقت على الشىء فوت الأوقات ومن فاته شيء فهو عاجز"الجامع لأحكام القرءان القرطبي – سورة الفجر.
وقال الإمام أبو حنيفة في الفقه الأبسط ما نصه (قلت: أرأيت لو قيل: أين الله تعالى؟ فقال ـ أبو حنيفة: يقال له: كان الله تعالى ولا مكان قبل أن يخلق الخلق وكان الله تعالى ولم يكن أين ولا خلق ولا شئ وهو خالق كل شئ). اهـ. مجموعة رسائل أبي حنيفة (ص/53).
وقال الإمام الشافعي رضي الله عنه (إنه تعالى كان ولا مكان فخلق المكان وهو على صفة الأزلية كما كان قبل خلقه المكان لا يجوز عليه التغيير في ذاته ولا التبديل في صفاته). اهـ. ذكرها الحافظ الزبيدي في الإتحاف (2/36).
وقال إمام أهل السنة والجماعة أبو الحسن الأشعري رحمه الله ما نصه (كان الله ولا مكان فخلق العرش والكرسي ولم يحتج إلى مكان وهو بعد خلق المكان كما كان قبل خلقه) اهـ نقل ذلك عنه الحافظ ابن عساكر في تبيين كذب المفتري ( ص/ 150).

قال الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه (من زعم أن الله في شىء أو من شىء أو على شىء فقد أشرك. إذ لو كان في شىء لكان محصورا ولو كان على شىء لكان محمولاً ولو كان من شىء لكان محدثا ـ أي مخلوقا) اهـ. رواه الإمام القشيري في رسالته. والحافظ ابن السبكي في طبقات الشافعية (9/42).
ونقل الإمام الطحاوي ـ السلفي المتوفى سنة 322هـ ـ إجماع أهل السنة على أن الله لا جهة له. فقال في عقيدته التي ذكر أنها عقيدة أهل السنة والجماعة ما نصه (وتعالى ـ يعني الله ـ عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات) وقال (ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر). اهـ.
قال الإمام القرطبي (ت671) في تفسيره في قول الله تعالى " أأمنتم من في السماء " وقيل: هو إشارة إلى الملائكة. وقيل: إلى جبريل وهو الملك الموكل بالعذاب. قلت: ويحتمل أن يكون المعنى: أأمنتم خالق من في السماء أن يخسف بكم الأرض كما خسفها بقارون. اهـ ثم قال : والمراد بها توقيره وتنـزيهه عن السفل والتحت. ووصفه بالعلو والعظمة لا بالأماكن والجهات والحدود لأنها صفات الأجسام. وإنما ترفع الأيدي بالدعاء إلى السماء لأن السماء مهبط الوحي ومنـزل القطر ومحل القدس ومعدن المطهرين من الملائكة وإليها ترفع أعمال العباد وفوقها عرشه وجنته كما جعل الله الكعبة قبلة للدعاء والصلاة ولأنه خلق الأمكنة وهو غير محتاج إليها وكان في أزله قبل خلق المكان والزمان. ولا مكان له ولا زمان. وهو الآن على ما عليه كان" اهـانظر كتاب تفسير القرطبي المجلد 9 الجزء 18 صحيفة 141
.العسقلاني رحمه الله يشرح قول الله تعالى: تَعْرُجُ المَلَاْئِكَةُ وَ الرُوحُ اِلَيْه ) وقول الله تعالى ( اِلَيْهِ يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَيِبْ "قال البيهقي صعود الكلام الطيب والصدقة الطيبة عبارة عن القبول  وعروج الملائكة هو الى منازلهم في السماء.قال الشافعي عن القرآن: وأن منه ظاهراً يعرف في سياقه أنه يراد به غير ظاهره كتأويل عبد الله بن عباس الساق بالشدة في الآية (يوم يكشف عن ساق) كقول الشاعر في سنة كشفت عن ساقها:اي شدتها. قال الحسن البصري من تأويل القدم في الحديث ((لا تزال جهنم تقول هل من مزيد، حتى يضع رب العزة فيها قدمه) اي أخر فوج من الكفار تُقدمه ملائكة العذاب للنار. أوّل الإمام أحمد بن حنبل الآية القرآنية (وجاء ربك)) من سورة الفجر، أنه: جاء ثوابه.  ما رواه البيهقي عن الحاكم عن أبي عمرو بن السماك عن حنبل أن أحمد بن حنبل تأوّل الآية (وجاء ربك) أنه جاء ثوابه. ثم قال البيهقي: وهذا اسناد لاغبار عليه تأويل ابن جرير الآية (والسماء بنيناها بأيد)) بالقوة، ونقل تأويل الأيدي بالقوة عن ابن عباس ومجاهد وقتادة ومنصور وابن سفيان يقول البخاري: (فأما بيان المجاز من التحقيق فمثل قول النبي للفرس  (وجدته بحراً) وهو الذي يجوز فيما بين الناس وتحقيقه أن مشيه حسن)) تأويل البخاري الضحك بالرحمة. تأويل سفيان الثوري للوجه في الآية (كل شيء هالك إلا وجهه) بالملك
قال القشيري في التذكرة الشرقية: فإن قيل أليس الله يقول {الرحمن على العرش استوى} [سورة طه] فيجب الأخذ بظاهره قلنا: الله يقول أيضًا {وهو معكم أين ما كنتم} [سورة الحديد] ويقول {ألا إنه بكل شىء محيط} [سورة فصلت] فينبغي أيضًا أن نأخذ بظاهر هذه الآيات حتى يكون على العرش وعندنا ومعنا ومحيطًا بالعالم محدِقًا به بالذات في حالة واحدة، والواحد يستحيل أن يكون بذاته في حالةٍ بكل مكان قالوا: قوله تعالى: {وهو معكم} [سورة الحديد] يعني بالعلم {وبكل شىء محيط} [سورة فصلت] إحاطة العلم قلنا وقوله {الرحمن على العرش استوى} [سورة طه] قهر وحفظ وأبقى".
اعلم ان الله خالق بلا حاجه ولا يكون المكان المخلوق صفه للخالق--فمن لم يعرف الله لم يعبده -وهناك عقائد فاسدة منتشرة اشهرها خمسة عقائد -الأولى- يقول الله بذاته في السماء --الثانية يقول الله على العرش جالس-والثالثة يقول الله فوق سبع سموات -والرابعة يقول الله بذاته في كل مكان وهذه عقيدة الحلول -والخامسة اغباها فهى خليط كوكتيل يقول الله في السماء وعلى عرشه فوق سبع سماوات وكل هذه اعتقادات كفرية يجب التخلص منها والنطق بالشهادتين لتبرأ منها --ودائما احفظ أحاديث النبي المتواترة الدالة على ان الله لايحويه مكان ولا يجري عليه زمان اى موجود بلا مكان ،فالطريق واضح وثابت فالقرآن لا يتناقض مع القرآن والحديث الصحيح لا يتناقض مع الحديث الصحيح ولا يتناقض مع القرآن-واجماع علماء الأمة لا يتناقض مع القرآن ولا مع الحديث-فان وجدت تناقض فاعلم ان المشكلة فيك وفي علمك ومن علمك -اهل الحق علمهم لا يتناقض مع القرآن او الحديث الصحيح او اجماع الأمة -وافضل القرون القرون الثلاثة الأولى التى مدحها النبي عليه الصلاة والسلام فتمسك بها وعلمائها تنجى وتكون من الفائزين ان شاء الله.
قال ابن بطال في شرح صحيح البخاري ج 3 صفحه 137: وقد روى حبيب ، عن مالك  أنه قال في هذا الحديث : ينزل أمره ورحمته  وقد رواه غير حبيب عنه  روى محمد بن على البجلى بالقيروان  قال : حدثنا جامع بن سوادة  قال : حدثنا مطرف  عن مالك بن أنس  أنه سئل عن هذا الحديث  فقال : ذلك تنزل أمره .انتهى
قال الامام النووي في شرح مسلم ج 6 ص36: تأويل مالك بن أنس وغيره معناه تنزل رحمته وأمره وملائكته ,كما يقال فعل السلطان كذا إذا فعله أتباعه بأمره والثاني أنه على الاستعارة ومعناه الاقبال على الداعين بالإجابة واللطف.اهـ
قال ابن عبد البر في التمهيد ج 7 ص 143 : وقد روى محمد بن علي الجبلي وكان من ثقات المسلمين بالقيروان قال حدثنا جامع بن سوادة بمصر قال حدثنا مطرف عن مالك بن أنس أنه سئل عن الحديث "إن الله ينزل في الليل إلى سماء الدنيا" فقال مالك يتنزل أمره وقد يحتمل أن يكون كما قال مالك رحمه الله على معنى أنه تتنزل رحمته وقضاؤه بالعفو والاستجابة وذلك من أمره أي أكثر ما يكون ذلك في ذلك الوقت والله أعلم اه


قال الحافظ الزرقاني في شرح موطأ مالك: وكذا حكي عن مالك أنه أوله بنزول رحمته وأمره أو ملائكته. انتهى
توحيد الله عز وجل والأدلة الشرعية على تنزيه عن الجهة والمكان وصفات المخلوقين Reviewed by حسام الدين محيسن on 4:47 ص Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

يسمح بإعادة النسخ والإستخدامحرّاس العقيدة
ترجمة وتطوير |فاعل خير

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.