تفسير حديث ينزل الله تعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا** تفسير أهل السنة والجماعة

قال أهل العلم:المعنى بنزول الله نزول ملائكته المقرّبين الحافّين حول العرش وتضمن الحديث بتضمنّهم من حيث ذكر اسم الله تعالى للتشريف وحذف ذكر الملائكة لإظهار عظم ثواب آخر ثلث من الليل ووقت صلاة الفجر. والنزول والصعود من صفات الملائكة والمخلوقات وسبيل ذلك كقوله تعالى: إنّ الذين يُؤذون الله ورسوله 57 الأحزاب إي من يكفر بالله وذكر اسم الله للوعيد أو عبّر بإيذاء الله ورسوله عن فعل ما لايرضى به الله ورسوله كالكُفر وإنكار النبوّة مجازا وإنّما جُعل مجازا فيهما وحقيقة الايذاء يُتصوّر في رسول الله لئلا يجتمع المجاز والحقيقة في لفظ واحد فإن لم تأخذ بتأويل اهل العلم لقوله تعالى *إنّ الذين يُؤذون الله ورسوله*واخذتها على ظاهرها تكون كفرت بالله لأن الله تبارك وتعالى لا يُوصف بصفات خلقه. قال النسفي في تفسيره المسمّى:مدارك التنزيل وحقائق التأويل :معنى الآية (إنّ الذين يُؤذون الله ورسوله)أي يُؤذون رسول الله  حديث النزول من الأحاديث المتشابهة التى لا تؤخذ على ظاهرها و تأويل هذه الأحاديث بما يليق بحق الله مطلوب ومعلوم وقد قال الحافظ العراقي في ألفيته: وخير ما فسرته بالوارد اي يُفسر الحديث بالحديث,وهذا الحديث يُفسره حديث حديث أبي هريرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال"إن الله يمهل حتى إذا مضى شطر الليل الأول أمر مناديًا فينادي إن ربكم يقول: هل من داع فأستجيب له هل من سائل فأعطيه هل من مستغفر فأغفر له" وقد ذكر الحافظ ابن حجر أنه وردت رواية بضم الياء: يُنزل ربنا. أي يُنزل الله ملَكًا بأمره تعالى. فسّر الحافظ حماد بن زيد حديث (ينزل الله تعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا) بقوله: نزوله إقباله  كما أن الإمام مالك قال في حديث النزول (نزول رحمه وليس نزول نقله) ذكر إمام الحرمين الجويني (توفي سنة 478 هجرية) في كتابه الشامل في أصول الدين صحيفة 559 ما نصّه:وقال المعنى بنزول الله نزول ملائكته المقرّبين الحافّين حول العرش. قال الله تبارك وتعالى فى الحديث القدسى"يا ابن آدم استطعمتك ولم تطعمنى فيقول: فكيف أطعمك وأنت رب العالمين فيقول: أفلم يستطعمك عبدى فلان أما تعلم أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندى""يا ابن آدم إستسقيتك ولم تسقنى فيقول: فكيف أسقيك وأنت رب العالمين فيقول: أفلم يستسقيك عبدى فلان أما تعلم أنك لو اسقيته لوجدت ذلك عندى"يا ابن آدم مرضت ولم تعدنى فيقول: فكيف أعودك وانت رب العالمين فيقول: مرض عبدى فلان أما تعلم انك لو عدته لوجدتنى عنده" وهذه الأحايث القدسية التي ورد بها المتشابه وتأويله كافية للرد على أهل الأهواء الذين يشبهون الله بخلقه والعياذ بالله. فلولا أن التأويل ورد في هذه الأحاديث لقال الذين في قلوبهم زيغ أن الله يمرض ويجوع ويعطش وله أرجل يجري بها والعياذ بالله, ولو أنه لم يأتي تأويلها في هذه الأحاديث لقلنا نحن أهل السنة والجماعة أن الله ليس كمثله شىء ويجب تأويل هذه الأحاديث بما يليق بحق الله. أخي المسلم ان  آخر ثلث الليل يتغير في بقاع الأرض ٢٤٠ مرة تقريبا  كل عشرة دقائق نسأل الله السلامة وحسن الفهم والختام -اخي المسلم ان صحة العقيدة شرط لصحة اسلامك وقبول العمل قال الإمام ابو حامد الغزالى لا تجوز العبادة إلا بعد معرفة المعبود*أيملك المرء منا عندما يقرأ في حال السلف مع أبناءهم الا أن يتملكه العجب في شمولية التربية التي ساهموا في إعدادها لأبنائهم وهى بحق السبب الحقيقي الذى أنتج شخصيات عظيمة وأجيالاً حكيمة ...لازالت مضرباً للأمثال ومحطاً للآمال فالبداية كانت في تعلم الإيمان فعن جندب قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن فتيان حزاورة( الغلام اذا قارب البلوغ) فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانا. (شعب الإيمان ج1/ص(76 اليوم الناس يعملون العكس يعلمون ابنائهم القرآن ثم الإيمان هذا إن فعلوا بل اكثرهم يعلمون ابنائهم القرآن ولا يعرفون إلا القليل عن العقيدة وعلم الدين الواجب قال رسول الله العلم فريضة على كل مسلم: المقصود هنا اخواني علم الدين الواجب على كل مسلم ومسلمة وتاركه فاسق ويخشى عليه من الموت على الكفر إن لم يتعلم علم الدين ما أدراه إن صح إسلامه إن لم يتعلم أصول الدين الصحيحة كالعقيدة ما يجوز في حق الله وما لا يجوز بحق الله ما يجوز في حق الرسل والأنبياء والملائكة والجنة والنار وما الحلال والحرام*الله تعالى خلق اولا الماء فوِجِد بذلك المكان ثم خلق العرش ثم خلق السموات والأراضين ولم تكن الظلماتِ والنور مخلوقة .قال تعالى {الحمدُ لله الذي خلق السموات والأرضَ وجعلَ الظلماتِ والنور} (سورة الأنعام/1) فإن الله سبحانه وتعالى أخبر في هذه الآية بأنه لم يكن في الأزلِ نور ولا ظلام فوجب الإيمانُ بأنه مضى وقت لم يكن فيه نور ولا ظلام فيجب الإيمان بذلك مع أنّ وهم الإنسان لا يستطيع أن يتصوره فكيف يستطيع أن يتصور الله فالعقل الذي يعجز عن أن يتصور بعض المخلوقات كيف يستطيع أن يتصور الخالق فهو كما قال أئمة الهدى مهما تصورت ببالك فالله بخلاف ذلك" قال ذلك الإمام أحمد بن حنبل والإمام ذو النون المصري والشافعي وغيرهم. قال امير المؤمنين امير اهل السنة والجماعة باب مدينة رسول الله عليه الصلاة والسلام على بن ابي طالب قال هو الذي اين الأين وكيف الكيف فلا اين ولا كيف في حق الله--الله الخالق لا تدركه المخلوقات لذلك تفكروا بمخلوقاته--لا يعلم ذات الله إلا الله--قال الصديق خليفة رسول الله العجز عن الإدراك ادراك والتفكر في ذات الله كفر واشراك. لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ *  قال تعالى: فلا تضربوا لله الأمثال*  قال تعالى: ولم يكن له كفوا احد* ولله المثل الأعلى. الحمد لله الخالق بلا حاجة قال الإمام احمد بن حنبل رحمه الله مهما تصورت ببالك فالله لا يشبه ذالك*الله لا يتغير من حال الى حال سبحان الذي يُغير ولايتغير*