الدليل الساطع من السنة على أن الله موجود بلا مكان

ما جاء في بدء الخلق

قال الشيخ المُحدِّث عبد الله الهرري رحمه الله في كتابه (الشرح القويم في حل ألفاظ الصراط المستقيم) صحيفة رقم 92 ما نصه " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عِندما سُئل عن بَدءِ الأمرٍ: ((كان الله ولم يكن شئٌ غَيرُهُ وكَانَ عَرشُهُ على الماءِ، وكَتبَ في الذِّكرِ كُلَّ شئِ، ثُمَّ خَلَقَ السَّمــوات والأرضَ)) رَواهُ البُخاريُّ. أَجابَ الرّسولُ صلى الله عليه وسلم على هذا السُّؤالِ بِأنَّ الله لا بدايةَ لِوجودِه (أي أزليُّ) ولا أزليَّ سِواه، وبعبارةٍ أُخرى فَفي الأَزلِ لم يكُن إلا الله تعالى، والله تعالى خالقُ كُلّ شئٍ، أي مُخرِجَه من العدم إلى الوجود. 

الشرح: السائل هم أناس من أهل اليمن قالوا يا رسول الله جئناك لنتفقه في الدين ولِنسألك عن بَدءِ الأمر ما كان فأجابَهم وأفادَهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بأهم مِما سألوا عنه. فقوله: ((كان الله)) أي في الأزل، وقوله:((ولم يكن شئٌ غيره)) أي أنه لا أزليَّ سِواه لأنه في الأزل لم يكن ماءٌ ولا هواءٌ ولا نورٌ ولا مكانٌ ولا ظلامٌ ولا ليلٌ ولا نهارٌ، وقوله:((وكان عرشه على الماء)) أي وُجِدَ عرشُه على الماء أي أن الماءَ خُلِقَ قبلَ العرشَ هما أوَّل المخلوقات من الأشياء المحسوسة، أما من غير المحسوسة فالزمان والمكان وجدا بوجودِ الماء، والعرشُ سريرٌ كبيرٌ له أربعةُ قوائم ليس كسريرنا يحملُه أربعةٌ من الملائكة." 

قلت: واعلم أن هناك من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة ظاهر اللفظِ يوهم لضعيف الفهم باللغة العربية أن الله موجودٌ في مكان في جهة السماء أو في جهة الأرض وقد قالوا فيها علماء أهل السنة والجماعة المُعتبرين الغير مَطعون في عدالتهم أن هذه الآيات لا تُؤخذ على ظاهرُها.

واعلم أيضاً أن الرسول صلى الله عليه وسلم حذّرنا من اتباع المتشابه في القرآن الذي يوهم ظاهر اللفظ تشبيه الله بخلقه

قلت: واعلم أن هناك من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة ظاهر اللفظِ يوهم لضعيف الفهم باللغة العربية أن الله موجودٌ في مكان في جهة السماء أو في جهة الأرض وقد قالوا فيها علماء أهل السنة والجماعة المُعتبرين الغير مَطعون في عدالتهم أن هذه الآيات لا تُؤخذ على ظاهرُها.

فإن مرّت عليك أخي المسلم حديث أو آية يوهم ظاهرها أن الله موجود في جهة أو محل فتوقف عندها وقل أن لها معنى يليق بجلال الله ثم بعد ذلك اسأل عنها أهل العلم الثقات قال الله تعالى "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ " النحل (43) 

فأنج بنفسك وتعلَّم أن الله لا يشبه شيئاً من المخلوقات وأن الله موجودٌ بلا مكان وأن الله ليس جسم ولا صورة ولا كيفية ولا كمية " ليس كمثله شئ وهو السميع البصير " وأن الله خَلقَ العرشَ إظهاراً لقدرته ولم يتخذه مكاناً لذاته وأنَّ من سبَّ الله أو الأنبياء أو الملائكة أو رَمَى المُصحف في القاذورات فقد خَرج من دين الله فعليه أن يعود فوراً إلى الإسلام بالنطقِ بالشهادتين