الرد على من زعم أن نار جهنم تفنى
اعلم أخي المسلم أنَّه ما ثَبت في القرآن
أو الحديث يجب التصديق و الأخذ به. ومن ذلك ثبوت بقاء الجنة والنَّار. وقد ظهر سابقاً من زَعَم أنَّ الجنَّة والنَّار تفنيا كجهم ابن صفوان. وظهر بعده من شاركه في نصف عقيدته خارقين
لاجماع الأمة الاسلامية قاطبة والتي أجمعت بالقرآن والحديث على خلود الجنَّة والنار
وقد نقل أبو محمد بن حزم الإجماع على ذلك وأنّ من
خالفه كافر بالإجماع.
فإذاً النَّار لا
تفنى ولا ينتهي عذاب الكفار فيها.
قال الله تعالى (والذين كفروا لهم نارُ جهنم لا يُقضى
عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها) سورة فاطر/36.
قال الله تعالى ( أَفَنَجْعَلُ
الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ )( القلم 35 / 36
).
أجمع المسلمون على خلود الكفار في جهنَّم
عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يؤتي بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح
فيوقف بين الجنة والنار ثم ينادي مناد : يا أهل الجنة فيقولون لبيك ربنا قال فيقال
: هل تعرفون هذا؟ فيقولون نعم ربنا هذا الموت فيذبح كما يذبح الكبش ثم يقال : يا أهل
الجنة خلود لا موت ويا أهل النار خلود لا موت فيأمن هؤلاء وينقطع رجاء هؤلاء. هذا حديث
حسن صحيح. ورواه أحمد في ج 2 ص 368
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله : وما هم بخارجين
من النار قال : أولئك أهلها الذين هم أهلها.وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الاَوزاعي قال
سمعت ثابت بن معبد قال : ما زال أهل النار يأملون الخروج منها حتى نزلت : وما هم بخارجين
من النار.ـ الدر المنثور ج 2 ص 163 183
وعن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم بعثه إلى اليمن فلما قدم عليه قال : يا أيها الناس إني رسول رسول الله صلى الله
عليه وسلم إليكم يخبركم أن المرد إلى الله وإلى جنة أو نار خلود بلا موت وإقامة بلا
ظعن.ـ الدر المنثور ج 3 ص 350
وأخرج البيهقي في البعث والنشور عن ابن عباس في قوله : إلا ما شاء ربك قال
فقد شاء ربك أن يخلد هؤلاء في النار وأن يخلد هؤلاء في الجنة.ذلك من مشيئة الله
فأنزل الله بالمدينة: إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا..
إلى آخر الآية فذهب الرجاء لاَهل النار أن يخرجوا منها وأوجب لهم خلود الاَبد.
واعتقادنا
في قتلة الاَنبياء عليهم السلام وقتلة الاَئمة المعصومين عليهمالسلام أنهم كفار مشركون
مخلدون في أسفل درك من النار. ومن اعتقد بهم غير ما ذكرناه فليس عندنا من دين الله
في شيء. وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم
الله ولهم عذاب مقيم. التوبة ـ 68
أما الإجماع فهو من عقد على بقاء النار
وقد ذكر الحافظ تقي الدين السبكي في رسالته: الاعتبار ببقاء الجنة و النار فقال ما
نصه (فإن اعتقاد المسلمين أن الجنة والنار لا تفنيان وقد نقل أبو محمد بن حزم الإجماع
على ذلك وأنّ من خالفه كافر بالإجماع ولا شك في ذلك فإنه معلوم من الدين بالضرورة وتواردت
الأدلة عليه" وقال أيضا ما نصه "أجمع المسلمون على اعتقاد ذلك وتلقوه خلفا
عن سلف عن نبيهم وهو مركوز في فطرة المسلمون معلوم من الدين بالضرورة من رد ذلك فهو
كافر" لاحظ هذا اجماع الأمة وقال رسول الله "لا تجتمع أمتي على ضلالة ونقل
أيضا الإجماع القرطبي في كتابه التذكرة "
الرد على من زعم أن نار جهنم تفنى
Reviewed by حسام الدين محيسن
on
2:46 م
Rating:
ليست هناك تعليقات: